نواجه العديد من مواقف الاستفزاز في العمل، ونجبر على التعامل يومياً مع مختلف الأشخاص ومن بينهم الزميل المستفز. فنتأثر بسلوكياتهم بعدة طرق، سواء كان بسبب جملة يتفوّهون بها، أو طرحهم سؤالاً في غير محلّه. أو حتى بسبب حركة أو مجرد نظرة. لذلك علينا أن نتعلم طريقة التعامل مع هذه الشخصيات ومداراة مثل تلك المواقف.
العناوين
ما هو الاستفزاز؟
الشعور بالاستفزاز هو خروج الشخص من منطقة الراحة الخاصة به، بسبب قيام شخص آخر مثل مديره أو أحد زملائه في العمل بإثارة مشاعره، بسماعه منهم تعليقاً أو كلمةً أو رؤيته منهم نظرة أو حركة أو إماءة أو تصرف ليست لطيفة بنظره .
من يتعرض للاستفزاز؟
الجميع معرضون للاستفزاز، من مختلف درجات السلم الوظيفي، معرضون للتعامل مع الشخصيات المستفزة. وأحياناً نكون نحن أنفسنا أشخاصاً مستفزّين لغيرنا، بدون علمنا على الأغلب وعن غير قصد. فقد يكون الاستفزاز بنوايا إيجابية، وقد يكون بنوايا سلبية. وتُعتبر السيدات أكثر استفزازاً من الرجال. ذلك لأن طبيعة الإناث السيكولوجية والنفسية تجعلهن يخضعن للمقارنات بصورة أكبر من الرجل. مما يجعل مساحة الاختلاف بينهن وبين محيطهن في العمل أكبر حجماً. لذلك هن يلجأن إلى الاستفزاز أحياناً.
صفات الزميل المستفز
الزميل المستفز هو شخص يسعى لكشف أماكن ضعف شخصية الآخر، وأحياناً يهدف إلى إحراجه، أو أن يخرجه من منطقة راحته. لينتج عن ذلك الموقف ردة فعل من الشخص الذي تم استفزازه، بطريقة قد يندم عليها لاحقاً، بسبب تصرفه بطريقة محالفة لأدبه وطِباعه وأخلاقياته.
كذلك الشخص المستفِز يعاني من تدني مستوى الثقة بالنفس والغيرة، والشعور المستمر بعدم الأمان. وغالباً ما يعكس الشخص المستفِز تجربة مر هو نفسه بها سابقاً. حيث تم استفزازه من قبل الآخرين بطريقة ما، مما أثر في نفسه سلباً. ويحاول لاحقاً تطبيق نفس الطريقة على من هم معه في محيطه في العمل.
كما أن الشخصية المستفزة غالباً ما تكون شخصية نرجسية (بالإنجليزية: Narcissist)، تلجأ إلى أسلوب التلاعب والمكر واستفزاز الناس. ويسعى مستمتعاً لهز عواطف الآخرين ورؤيتهم يحزنون أو ينهارون.
اقرأ المزيد عن الغيرة في العمل
صفات المدير المستفز
المدير المستفِز، يتبع أسلوب الاستفزاز مع موظفيه، أو على من يشرف عليهم، معتقداً أنه يقوم بتحفيزهم. فتجده يقارن بين أدائهم، مما ينفّرهم من العمل بدلاً من جعلهم يسعون لتقديم أفضل ما عندهم بأعلى طاقاتهم.
نصائح للتعامل مع الزميل المستفز في العمل
للتعامل مع الزميل المستفز في العمل، يجب على الشخص أن يُذكر نفسه بأن يكون مرناً، ويتقبل الآخرين، ولا يضخم من حجم الكلام المستفز الذي قد يسمعه.
يمكن للشخص الذي يتعرض للاستفزاز بصورة مستمرة أن يعوّد نفسه على التروّي قبل الرد. فيصمت قبل أن يجيب السائل. وقد يستمر في المحافظة على صمته، ولا يرد أصلاً على من يتحدث معه، في سبيل حماية نفسه من تدمير علاقاته في العمل.
ويعتبر وضع حدود للآخرين أيضاً أمراً هاماً. بحيث تضمن هذه الحدود الاحترام المتبادل والتقدير للآخر، حتى لا يتم التقليل من قيمة أحد. كما أن لغة الجسد تلعب دوراً كبيراً. فأن تنظر إلى الشخص المستفز في عينه، يجعله بعرف أنه تعدى حدوده وأن عليه التوقف.
حلول فورية للمواقف المستفزة
عند تعرضك للاستفزاز، حاول أن تعود نفسك على السلوك بالشكل التالي:
- ضرورة التغافل والتجاهل للشخص المستفز وكأنك لم تسمع منه شيئاً، وكأنه غير موجود أصلاً. فتسع أعشار حسن الخلق في التغافل.
- حاول ان توجه للشخص المستفز نصيحة عابرة في غير وقت استفزازه لك، وحببه في حسن الخلق.
- كن قدوة للشخص المستفز، فسلوكك يعلمه مدى سوء تصرفه، وحلمك يجعله يسعى لتقليدك.
- قم بواجباتك و عملك بالشكل المطلوب منك، و شكل صداقات مع الأشخاص الآخرين، وأظهر لهم شخصيتك الخلوقة الإيجابية، ولا تسمح أبداً بأي نوع من نقل كلام بين الموظفين ولا تسمع منهم أيضا خاصة فيما يخص الشخصية المستفزة سواء كان زميلاً أو مديراً أو عاملاً.
- في حال لم تنجح كل الأساليب السابقة، فاجعل تعاملك معه محدوداً جداً و رسمياً بطريقة مطلقة وصارمة.
- ابتعد عن الزميل المستفز تماما. واجعل علاقتك به منحصرة بالرسائل الإلكترونية المهنية أو الإيميلات، و لقاءات العمل خلال الاجتماعات الرسمية. و لا تتكلم معه إلا في شؤون العمل.