تحليل سعر الجنيه الاسترليني 

يتأثر سعر الجنيه الإسترليني بثلاثة عوامل رئيسية هي:

• التضخم في المملكة المتحدة.
• مدى ثقة المستثمرين وتفاؤلهم بالوضع الاقتصادي.
• سعر الفائدة الذي يضعه بنك إنجلترا.

فعندما يقوم البنك المركزي البريطاني (The Bank of England :BoE) برفع سعر الفائدة، يرتفع سعر الجنيه الاسترليني. وأسعار الفائدة الأعلى تجذب رؤوس الأموال الأجنبية الباحثة عن عوائد مالية أكبر. لذا، يُعد سعر الجنيه الاسترليني (GBP) أحد أهم المؤشرات الاقتصادية للتوجهات المالية العالمية. 

أما القضايا التجارية المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وارتفاع أسعار الطاقة، وحالة الركود الاقتصادي العالمي، فتلك عوامل يمكن أن تؤثر على الجنيه الإسترليني للانخفاض. 

 

هل يتأثر الجنيه الإسترليني بسعر الدولار الأمريكي؟

نعم، فبالرغم من أن سعر الجنيه الإسترليني يتأثر بوضع الاقتصاد المحلي للمملكة المتحدة، إلا أنه يتغير أيضًا استجابةً لارتفاع واتخفاض سعر الدولار الأمريكي. مما يجعل زوج العملات – الجنيه الإسترليني (GBP) و الدولار الأمريكي (USD) – أحد أهم أسعار الصرف وأكثرها تتبعاً من قبل الاقتصاديين والمستثمرين في العالم.

وغالبًا ما تتسبب التغيرات في قيمة الدولار في ردود فعل معاكسة في الجنيه الاسترليني. هذا لأن كلا من العملتين تعتبران أهم العملات الاحتياطية العالمية الرئيسية، ويقوم المستثمرون بتحويل الأموال بينهما اعتمادًا على الاقتصاد الذي يبدو أقوى أو أكثر أمانًا.

عللى سبيل المثال، عندما يرتفع سعر الدولار الأمريكي  بسبب ارتفاع أسعار الفائدة التي يحددها الاحتياطي الفيدرالي أو بسبب الوضع الاقتصادي الأمريكي الإيجابيـ، يضعف الجنيه الاسترليني وتتأثر قيمته سلباً، حيث يقوم المتداولون بتحويل أموالهم من الجنيه إلى الدولار. وعلى العكس من ذلك إذا انخفض الدولار، فإن سعر الجنيه الاسترليني يميل إلى الارتفاع حيث يُقبل المستثمرون على العملات القوية المنافسة.

ما هو تاريخ الجنيه الإسترليني؟

الجنيه الإسترليني (GBP) هو أحد أقدم العملات التاريخية التي لا يزال مستخدماً حتى اليوم. وتعود جذوره إلى أكثر من 1200 عام. ويعكس تاريخه تطور الاقتصاد البريطاني ونفوذه على مستوى العالم.

وتقول المصادر أنه بدأ التعامل بالجنيه الاسترليني لأول مرة في إنجلترا الأنجلوساكسونية (Anglo-Saxon England) حوالي عام 775 م. وحينها كانت قيمته تعادل وزن جنيه واحد من الفضة، وكان الجنيه يتكون من 240 بنسًا فضيًا. واستمر ذلك النظام من الجنيهات والشلنات والبنسات (المعروف باسم sd£) لقرون عدة.

وفي عام 1694م، أُسس بنك إنجلترا (The Bank of England :BoE)، وبدأ في إصدار الأوراق المالية النقدية، ليصبح الاسترليني عملةً رسميةً. وخلال توسع الإمبراطورية البريطانية في  فترة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كان الباوند (pound) أو الجنيه الاسترليني يستخدم في جميع المستعمرات وطرق التجارة في جميع أنحاء العالم.

خلال القرن العشرين، تحديداً في عام 1931م، تم التخلى عن نظام الذهب، وبعد الحرب العالمية الثانية خضع الجنيه -أو الباوند- لعدة عمليات تخفيض لقيمته، واعتُمد النظام العشري في عام 1971 لتبسيط التعامل بالاسترليني، ليصبح الجنيه الواحد = 100 بنس (100 pence). وإلى يومنا هذا، لا يزال الجنيه الاسترليني البريطاني أحد أقوى العملات وأكثرها تداولًا في العالم.

نصائح للاستفادة من تقلبات سعر الجنيه الإسترليني

سواء كنت سواء كنت مستثمراً أو صاحب عمل تجاري أو تنوي السفر أو فقط تمتلك الفضول لتعلّم طرق الاستفادة من تقلبات سعر الجنيه الإسترليني، عليك بتطبيق النصائح التالية من الخبراء:

راقب المؤشرات الاقتصادية

قم يتتبع التطورات الاقتصادية الرئيسية في المملكة المتحدة، مثل معدلات التضخم، وأسعار الفائدة، ونسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي. لأن تصريحات بنك إنجلترا فيما يخص السياسة النقدية، يؤثر مباشرةً وبشكل كبير على سعر الجنيه الاسترليني. ويمكنك ملاحظة كيف أن رفع أسعار الفائدة تدعمه وترفع قيمته، بينما خفضها قد يضعفه.

تابع الأخبار العالمية والسياسية

يرتبط سعر الجنيه الاسترليني بمدى الاستقرار السياسي كما يتأثر بالتطورات التجارية العالمية. ويمكن -في بعض الأحيان- أن تتسبب الأخبار المفاجئة إلى تقلبات قصيرة الأجل، وهو ما يعتبره المتداولون الباحثون عن الربح فرصةً مثاليةً، مثلما حصل عندما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit).

كذلك التقلبات الناتجة عن عقد الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، مثل تلك التي عقدت عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية. حيث كانت المملكة المتحدة على وشك الإفلاس. وقدمت لها الولايات المتحدة قرضًا بقيمة 3.75 مليار دولار بشرط السماح بتحويل الجنيهات الإسترلينية إلى دولارات أمريكية. فسارع مالكو الجنيه الإسترليني في جميع أنحاء العالم إلى تحويله إلى دولارات، معتبرين أن الدولار الأمريكي عملة أكثر أمانًا، فاستنزفت احتياطيات المملكة المتحدة من الدولارات بشكل كبير وخطير.

اللجوء للعقود الآجلة 

إذا كان عملك في شركة تقوم بنشاطات تجارية مثل الاستيراد أو التصدير، فاستخدم العقود الآجلة (Forward Contracts) لتثبيت أسعار صرف مواتية قوية، وحماية أرباحك من تقلبات العملة في حالتي الشراء أو البيع. ولا أقصد بها المراهنة المحرمة في الشريعة الإسلامية. بل ما أعنيه هو تثبيت وتيبنّي سعر الصرف اليوم لعقد صفقة ستتم في تاريخ مستقبلي للحماية من التقلبات المتوقعة وحالة عدم اليقين.

حاسبة التحويل بين الجنيه الإسترليني و العملات العربية والدولار واليورو والليرة التركية

 

الأسئلة الشائعة