رحيل بلا صوت: كيف تنفذ الاستقالة الصامتة بأناقة

الاستقالة الصامتة

تعريف الاستقالة الصامتة

الاستقالة الصامتة أو الاستقالة الهادئة (بالإنجليزية: The Silent resignation أو Quiet quitting) لا تعني ترك العامل او الموظف عمله. بل تعني بقائه على رأس عمله واكتفائه بالقيام بالحد الأدنى من متطلبات الوظيفة التي يعمل بها، ليستمر في تحصيل الراتب.

وقد تشير كذلك إلى حالة يختار فيها الفرد ترك وظيفته دون الإعلان رسميًا عن مغادرته أو إبلاغ صاحب العمل أو أي من زملائه بها. فلا يقدم الموظف إشعارًا أو خطاب استقالة رسميًا ولا يشارك في عمليات التواصل التقليدية المرتبطة بالاستقالة من الوظيفة.

بدلاً من ذلك، قد يتوقف الشخص بهدوء عن إنجاز العمل الموكل إليه، كما لو أنه تخلى عن مسؤولياته. دون التعبير علنًا عن نيته. ويمكن اعتبار الاستقالة الصامتة أمراً لا أخلاقياُ أو أو غير مهنياً، لأنه أمر يفتقر إلى قواعد المجاملة المعتادة لإبلاغ صاحب العمل وأعضاء الفريق بقرارات الفرد.

مظاهر الاستقالة الصامتة

بعض العلامات التي تدل على الاستقالة الصامتة للموظف ما يلي:

  • الوصول المتأخر إلى مكان العمل.
  • المغادرة في وقت مبكر.
  • انخفاض الإنتاجية.
  • قلة المساهمة في العمل ضمن الفريق.
  • عدم المشاركة في الرأي.
  • قلة الشغف أو الحماس.
  • عدم حضور الاجتماعات.
  • ظهور علامات الإجهاد والمرض.
  • إهمال المظهر العام، وقواعد أناقة الملابس في مكان العمل.
  • الانسحاب وعدم المشاركة في النشاطات الخارجية مع الزملاء.

اقرأ المزيد عن سلوكيات الموظف في مكان العمل

أسباب الاستقالة الصامتة

وجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث Pew Research Center في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الأسباب الرئيسية التي تدفع الموظفين للجوء إلى الاستقالة الصامتة هي الأمور التالية:

الأجور المنخفضة

العديد من الموظفين، خاصة الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، والذين هم الأقل خبرة في أماكن العمل، يتقاضون أجوراً منخفضة ولا ينالون فرص الزيادات في الراتب، لذلك يشعرون بأنهم الأسوأ حالًا. فلا تعود لديهم الرغبة أو الدافع للقيام بأكثر من الحد الأدنى من العمل.

انعدام فرص التقدم في السلم الوظيفي

لا يرغب أي موظف بأن يعلق في نفس المكانة الوظيفة طوال حياته في عمله. فإن أدرك الموظف أنه لن يرتقي على السلم الوظيفي، ولن يحصل على ما يستحقه من تعويضات ومزايا، فإن ذلك سيقوده الى عدم بذل جهد، وبالتالي يستقيل صامتاً.

الشعور بعدم الاحترام في العمل

عندما يشعر الموظف بقلة الاحترام، إما أن يترك وظيفته، وإما أن يلجأ الى الاستقالة الصامتة. فإظهار الاحترام في العمل من قبل المسؤول تجاه الموظفين والعاملين، مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى.

الاحتراق الوظيفي

يلجأ الموظفين الى الاستقالة الصامتة لتخفيف أثر الاحتراق الوظيفي على أنفسهم. ورغم أنه قد يساعدهم في تخفيف الإرهاق على المدى القصير، إلا أنه ليس حلاً طويل الأمد.

اقرأ المزيد عن الاحتراق الوظيفي والنفسي

مشاكل اجتماعية

فعلى سبيل المثال، فإن الموظفين الذين ينجبون، يصبحون آباء مسؤولين عن رعاية أطفالهم، ويكافحون في سبيل رعايتهم وتنشئتهم وتعليمهم ومتابعتهم. فإذا لم يلقوا الدعم والمراعاة الكافية من أرباب عملهم، فإنهم يلجؤون الى الاستقالة الهادئة.

اقرأ عن مشاكل المرأة العاملة

حلول الاستقالة الصامتة

فيما يلي قائمة بطرق استراتيجية لمنع الموظفين من الاستقالة الصامتة:

خلق جو من الاهتمام المتبادل

الاستقالة الصامتة تحدث نتيجة الانفصال بين الموظفين ورؤساء العمل. لذلك يعد بناء العلاقات الإنسانية مع الموظفين إحدى الطرق لسد هذه الفجوة.   من المرجح أن يعبر هؤلاء الموظفون عن استيائهم، مما يمكّن القادة من حل المشكلة قبل أن تتقدم إلى الإقلاع عن التدخين. يمكن أن تشجع رعاية العلاقات الاجتماعية القوية بين الموظفين وزملائهم في العمل والإدارة على الشعور بالواجب والدافع لتجنب خيبة أمل الزملاء.

الاستماع الى شكاوى الموظفين

في كثير من الأحيان، يعرب الموظفون عن مخاوفهم ومشاكلهم، ويعترفون بها لبعض زملائهم أو حتى لرؤسائهم في العمل . إلا أن بعض المسؤولين يتجاهلونها تمامًا. كما قد يشعر الموظفين بأن مديريهم غافل، أو غير مبال بمشاكلهم أو صعب المراس. ولن يتخذ أي إجراءات بسبب فقدان الثقة في سماعهم فيعم الجو السلبي في العمل. لذا، من الهام أن يقوم المدير في العمل بالإنصات إلى الموظفين والعاملين للعمل على حل مشاكلهم.

اقرأ عن مشاكل العمل في شفتات للموظفين

تعزيز شعور الموظفين بالانتماء

يجب أن يشعر الموظفين بأنهم ينتمون إلى مكان عملهم. وأنهم يرغبون في التعاون لتطوير الأعمال وإنجازها مع مدرائهم. وأن المسؤولين عنهم شركاءهم في العمل. وليسوا مجرد شخصيات ذات سلطة. فهذا الأمر سيقوي إحساسهم بالانتماء وبالالتزام بالوظيفة.

مراعاة الظروف الفردية

يقصد بها التعامل مع الأفراد العاملين بحسب وسعهم من ناحية العمل. بما في ذلك الساعات التي يمكنهم العمل فيها، وإعطائهم فترات الراحة التي يستحقونها، وتوزيع الجداول الزمنية للعمل بالعدل بينهم، وتحديد الأجور، ومراعاة قدراتهم البدنية والعقلية التي تشكل جزءا كبيرا وهاما من ظروف القدرة على انجاز العمل.

تشجيع روح المنافسة بالتقدير والمكافآت

طبعاً يقصد بالمنافسة الشريفة في العمل. بحيث يتم مكافأة الموظف صاحب الأداء الأفضل. وتحفيز الآخرين على العمل مثل زميلهم بعرض مكافأة مالية أو شهادة تقدير.

اقرأ عن أهمية الأمان الوظيفي

Scroll to Top