العناوين
المرأة العاملة في المجتمع
إن مشاكل المرأة في العمل التي نواجهها كنساء في الوطن العربي ليست مختلفة كثيرا عن التي تواجهها النساء في مختلف أنحاء العالم. فلطالما كانت ولا زالت المرأة تبحث عن دورها و عن مكانتها الريادية في المجتمع.
إذا الموضوع ليس هو أن نبحث عن التحديات، بل نريد أن نرى ما هي الأمور التي مرت بها النساء الأخريات في العالم. وسبقتنا قليلا في دورها، لنستفيد من هذه التجارب. فالطريق لنجاح لمرأة لم يكن ممهدا.
وأي دور في الحياة لا يأخذه الشخص ما لم يكن مبادرا فيه، ويرى نفسه قياديا فيه، ويرى أن له أهمية، وقادر على عمل التأثير لتغيير المجتمع الذي تعيش فيه.
مشاكل المرأة في العمل
تواجه النساء مجموعة متنوعة من المشكلات في العمل. وبعض التحديات يمكن أن تؤثر على تقدمهن ورضاهن الوظيفي. غالبًا ما تكون هذه التحديات متجذرة بعمق في العادات والأعراف والتقاليد المجتمعية والهياكل التنظيمية والتحيزات الفردية. فيما يلي بعض أبرز المشاكل الرئيسية التي تواجهها المرأة في مكان العمل:
- التفرقة العنصرية والتحيز للجنس: غالباً ما تواجه النساء تحيزات من قبل الإدارات في قرارات التوظيف و/أو الترقية. حيث يتم تجاهلهن لصالح المرشحين الذكور ذوي المؤهلات المماثلة أو حتى الأقل.
- الفجوة في الأجور: على الرغم من المؤهلات والأدوار الوظيفية المتماثلة لكلا من الموظف الذكر والموظفة الأنثى. إلا أنه غالبًا ما تكسب النساء أقل من نظرائهن من الرجال. ويمكن أن يستمر هذا التفاوت في الأجور طوال مسيرة المرأة.
- عدم تحقيق التوازن ومسؤوليات الأسرة ورعاية الأطفال : فالمرأة تحمل على عاتقها المرأة نصيب غير متناسب من المسؤوليات الأسرية. بما في ذلك رعاية الأطفال ورعاية المسنين من العائلة، مما قد يؤثر على تقدمها الوظيفي والتوازن بين عملها وحياتها.
- الافتقار إلى ساعات العمل المرنة: يمكن أن تؤثر ساعات العمل المتأخرة أو عدم قبول عملها عن بعد مشكلة للنساء اللواتي يبذلن جهداً في الموازنة بين المسؤوليات المهنية والشخصية.
- التعرض للتحرش: الكثير من النساء يتعرضن في العمل لأشكال من التحرش الجنسي و/أو اللفظي. ومع خوفهن من التبليغ، أو عدم تصديقهن، أو مواجهة نكسات وظيفية، يمكن أن يثني النساء عن الإبلاغ عن التحرش أو التمييز العنصري ضدهن، مما قد يخلق لهن بيئة عمل معادية وغير آمنة.
ما هو التحرش اللفظي وكيف نتعامل معه في العمل
تاريخ تحديات عمل المرأة
إحدى القصص الملهمة التي توضح لنا كيف أن النساء وجدن دورهن، وهن من فتح المجال بجهدهن هي “الحدائق الفكتورية”، وهي كانت خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أن معظم الرجال ذهبوا ليحاربوا الأعداء كجنود الى الحرب، وحينها بقيت سيدات أمريكا وحدهن، وحينها قررن أن عليهن أن يعتمدن على أنفسهن ريثما يرجع رجالهن من الحرب، فبدأن بزرع حدائق النصر من أجل الحصول على الطعام.
وحتى العام 1945 كانت قد زرعت عشرين مليون حديقة نصر. وكانت هذه الحدائق تنتج حوالي نسبة اربعين بالمائة من حاجة أمريكا من الخضروات والفواكة. أي أنهن لم يجلسن متكتفات في انتظار أحد ما ليفرض عليهن دورا. بل هن قمن بالمبادرة وأثبتن أن المرأة في العمل تبدع.
أهمية دعم المجتمع لعمل المرأة
إذا نحن لا نفكر في الحقوق و من هو ضد هذه الحقوق، ومن معها. وماذا يسمح المجتمع وما لا يسمح به، بل نحن كنساء نثبت فعاليتنا وأهميتنا من خلال الأعمال التي نقوم بها. والدليل هو ان بيننا الطبيبات والمهندسات والمحاميات والمعلمات والخياطات ونساء يمتهن كافة المهن.
وبما أن هؤلاء السيدات يعملن في نفس المجتمع الذي فيه سيدات غير قادرات على فعل شيء و يشتكين من أن المجتمع ضدهن. أقصد هنا أن المرأة الذي ظلت تركز على مشاكل ومعوقات تمنعها من الإنجاز والاستمرار فذلك يعني أنها لن تتحرك ولن تتقدم. وكأنها تبحث عن سبب لعدم عمل، بدلا من أن تبحث عن سبب للعمل.
فعلى كلاهما الرجل والمرأة أن يؤديا دورهما في المجتمع بطريقة إيجابية بشكل او بآخر، إذا هذه العقبة نتحداها بالإنجاز والعمل وبالبحث عن الفرصة، وعدم التفكير بطريقة الضحايا في المجتمع، بل نحن قادرات على التأثير بطريقة إيجابية.
لا تقبلي بأقل مما تستحقين
أرى أن الكثير من النساء العربيات قبلن بالدور السلبي النمطي القديم الذي وضعن فيه وذلك لسهولته. فمن السهل أن أكون سيدة بيت، رغم قدرتها على فعل الكثير.
فهي قادرة على القيام بواجباتها البيتية وتربية الأطفال في مرحلة معينة. إضافة الى قيامها بعمل ما، لتساعد مجتمعها فيه وحل مشاكل عائلتها المادية. فعلينا أن نخرج من هذه الصورة النمطية التي نتمسك بها . نقوم بما قامت به المرأة في العمل حول العالم لتغيير هذه الصورة.